قال تروتسكى فى كتابه حياتى
"إن الثورة تلتهم الكثيرين من الرجال الممتازين فهى تسوق أشجع الشجعان إلى حتفهم وتصفى الذين لا قبل لهم على المقاومة "
1917 والحرب العالمية الأولى مشتعله منذ حوالى ثلاث سنوات فى جميع أنحاء أوروبا ناشره الحداد والخراب والبؤس وليس هناك أى أمل فى الوقت يتيح التفكير فى قرب نهاية هذا النزاع وفى الغرب لم يكن هناك أى من الدول المتحاربة تبدو قادرة على إتخاذ مثل هذا القرار بالرغم من الأعباء الهائله الواقعة عليها ومن الخسائر الدامية التى أصابت كلا الجانبين فجعلت فرنسا تفقد 275000 قتيل سقطوا فى معركة "فردان" بينما سقط لألمانيا 240000قتيل .
غير أن الأمر لم يكن هكذا فى الجانب الآخر من أوروبا على الجبهة الروسية حيث الوضع لا يقل عن ذلك سوءا ولم تكن روسيا الفقيرة المتخلفة لديها من الوسائل ما يجعلها تصمد على تلك الجبهة المترامية الأطراف فى حرب تفرض على الجنود والشعب إلا ما لا تحتمل وأوشكت البلاد على الانهيار وفى ذلك الوقت وفى نطاق هذا المضمون كان هناك حدث يتهيأ للوقوع قدر له أن يقلب مجرى التاريخ الحديث ظهرا على عقب ألا وهو الثورة الروسية .
- إمبراطورية شاسعة
كانت الإمبراطورية الروسيه فى مطلع القرن العشرين عملاقا خرج ببطئ من سبات طويل عمل القياصره على إبقائها فيه فحقا إن الإمبراطور ألسكندر الثانى الذى حكم من 1855 إلى 1881 حاول فى بداية ملكه أن يقود سياسه لإصلاح الإدارة والنهوض بالناحيتين القانونية والعسكرية وأن يلغى نظام العبيد وتم ذلك عام 1858 بالنسبة لرقيق التاج وعام 1861 بالنسبة للآخرين إلا أن محاولته لإطلاق الحريات إنتهت بالفشل فلم يلبث القمع إن عاد إلى البلاد من جديد .
ومع ذلك فأن الإنطلاقة التى بدأها ألكسندر الثانى هى التى أتاحت القيام بنوع من التنمية الإقتصادية ووضع الأسس الأولى للتصنيع إذ قامت صناعة الحديد والصلب فى الأورال ونشأة صناعة نسيخ ضخمة فى موسكو ولودز أما أهم الأثار التى ترتبت على تلك الإنطلاقة فهى زيادة عدد السكان الذين كانوا 67 مليونا عام 1850 فأصبحوا 131 مليونا عام 1910 وكذلك ظهور طبقة بروليتاريا عمالية بلغة البؤس وبالتالى على درجة كبيرة من تقبل الدعاية الثورية وقيام طبقة من المثقفين ضمت فى صفوفها أسماء لامعه مثل تولستوى ودستويفسكى وتشيكوف أو من الفلاسفة والإقتصاديين مثل بيلينسكى وبليخانوف ولينين أما البنيان الإجتماعى للبلاد فلم يحدث فيه أى تغيير أساسى إذ كانت حياة الريف تشمل الأغلبية العظمى من السكان ولما كان الفلاح الروسى يتعرض للحرمان الشديد فإن الأرض التى يعيش عليها كانت غارقة فى البؤس .
لقد كانت الأحذية بالنسبة له نوعا من الترف وكان والكبريت والورق والسجائر والبترول والسكر من الأشياء التى لا سبيل لديه للوصول إليها وبالرغم من أن البلاد كانت تعتبر مخزنا للقمح بالنسبة لأوروبا فإن ما كان يستهلكه الفلاحون الروس من القمح الذى يزرعونه لا يتجاوز ربع الكمية التى يستهلكها الفلاح الأمريكى وتحمل الفلاح الروسى الذى طحنته الضرائب وكل إرتفاع فى أسعار المنتجات الصناعية بغير أن يحصل على أية فائدة من محاصيله الزراعية .
وذلك أنه بالرغم من إلغاء نظام العبودية كان كبار الملاك يسيطرون على الأرض ويتحكمون فى كل من عليها وكان هذا الفلاح فضلا عن كل ذلك أميا لا يقرأ ولا يكتب وكانت نسبة الأطفال الروس الذين يذهبون إلى المدرسة لا تتعدى 9 فى المائة .
- الأزمة الكبرى فى النظام القيصرى
كانت مسئولية هذا الوضع العسير تقع فى معظمها على القيصر الذى كانت صورته مع ذلك هى السائده فى كل حقل وبعد ألكسندر الثالث جاء نيقولا الثانى الذى يميل بطبعه إلى الحكم الإستبدادى ولكنه كان ضعيفا مترددا فوقع تحت سيطرة محتال يختفى فى ثياب رجال الدين يدعى "راسيوتين" فأصبح غير قادر على حل أى مشكلة من المشاكل المطروحة على البلاد لكى تخطو نحو العصر الحديث .
كانت الأزمة المتعمقة ففيما عدا عجز أولئك الرجال الذين وضعوا على رأس الإمبراطورية فإن النظام القائم نفسه هو الذى أصبح موضع الإدانة وقد تولستوى فى ذلك عام 1901 يقول "إن الحكم الإستبدادى شكل من أشكال الحكومات التى ولت وإنقضت وربما كانت تتفق مع قبيلة أفريقية معزولة عن العالم أجمع ولكنها لا تناسب على أية حال من الأحوال الشعب الروسى" كان لابد من أن تفرض الإصلاحات نفسها وكان الكثيرون يرون أن ما يلزم إنما هى الثورة .
وفى عام 1905 وقعت أول محاولة ثورية لقد خرجت من بين صفوف العسكريين الذين أسخطهم أن يرون روسيا قد أضعفها الحرب مع اليابان وأشترك فى السخط الجيش والبحرية وقامت فى شهر يناير من ذلك العام مظاهرة فى سان بطرسبرج ولكنها أخمدت وسط حمامات من الدم وهو ما يعرف بأسم الأحد الأحمر وفى شهر يونيو التالى كان التمرد الذى أعلنته البارجه "يوتمكين" وهو التمرد الذى صور فى أحد أفلام السينما وفى شهر أكتوبر أعلنت اللجان العمالية إضرابا عاما .
وأصبح نظام الحكم الذى نالت الثقه فيه وقوضته الحركة الثورية واقعا فى عام 1914 تحت رحمة أزمة جديدة وباتت الحرب محتومة بالنسبة له وبعد ثلاث سنوات من النزاع المسلح بدأ الكحط يجتاح البلاد من أقصاها إلى أقصاها وأخذت الجبهة لا تجد الأطعمة ولا الذخائر وتضخم عدد سكان المدن نتيجة للهجرة الجماعية من الريف فأصبحوا يعانون المجاعة وعم السخط وراحت البلاد بأكملها تتطلع إلى عودة السلام وفى يوم 23 فبراير ( وفقا للتقويم الغربى والموافق 8 مارس ) وفى أعقاب شتاء إنهارت فيه جميع آمال الجيوش الروسية قرر أهالى "يتروجراد" الذين إنهارت كل مقاومة لتحمل الجوع لديهم أن يستولوا بالقوة على الخبز الذى أمتنع عليهم فرددت عليهم الشرطة بإطلاق الرصاص وفى اليوم التالى أضرب ثمانون ألف عامل أنتشروا فى الطرقات وأخذت القوات الغفيرة التى ملأت العاصمة تشهد ما يحدث بعد أن عادت من الميدان من تصرفات رجال الشرطة ووزعت الأسلحة على الجماهير التى أحرقت مبنى وزارة العدل وهاجمت مخازن السلاح وكون نواب البرلمان "الدوامة" بتحريض من العناصر الإشتراكية والليبرالية لجنة مؤقته إتخذت على الفور جانب المتمردين وهنا برزت من الماضى القريب مؤسسه سرعان ما عرفها العالم بأسره بإسمها الروسى "السوفييت" وظهرت المجالس السوفييتية المحلية والقروية والإقليمية التى إنتخبتها المنظمات الإقتصادية العمالية وأتخذت اللجنة المركزية التنفيذية للسوفييت مقرا لها فى "يتروجراد" ثم أخذوا بوضعهم ممثلين عن العمال يطالبون القيصر بالنزول عن العرش بعد أن إنضم إليهم أعضاء البرلمان وقد حملوا القيادة العسكرية على أن تنضم إليهم فى توقيع عريضة طلب النزول عن العرش وذلك حفاظا على الجيش من حدوث أى إنشقاق فيه وفى ليلة 15 و16 مارس قرر القيصر توقيع وثيقة النزول لصالح شقيقه الذى أعتذر عن قبوله فأصبحت روسيا جمهورية ومنذ ذلك الوقت بدأ صراع مستعر من أجل السلطة بين قوى المعارضة المختلفة .
- الحرب أم السلام ؟
كان هناك إتجاهان رئيسيان بين هذه القوى التى أستطاعت إسقاط القيصر فمن ناحية العناصر الليبرالية المنتمية إلى البرلمان ومن الناحية الآخرى السوفييت ذو الإتجاه الماركسى أو البرلمان الشعبى الذى أعتنقته أحزاب اليسار ولو أنها لم تكن تشكل مجموعة متجانسة لقد حدث إنشقاق فى الحزب الإشتراكى الديموقراطى الروسى منذ عام 1903 ونتج عن ذلك قيام تشكيلين البلشفيك ( ومعناها بالروسية الأغلبية ) وهم الذين كونوا بالفعل الحزب الشيوعى القادم الذى تولى رئاسته لينين منذ إجتماع جينيف حيث كان مهاجرا والمنشفيك أى الأقلية الذين لم يكونوا يريدون ديكتاتورية البروليتاريا وإنما كانوا يرغبون على العكس من ذلك جمهورية من الطراز الديموقراطى وكان زعيمهم الأول هو مارتوف أما حزب الإشتراكيين الثوريين الذى قام عام 1900 وأسسه تشرنوف فكان يهدف أساسا إلى جعل الأرض مشاعا وكان يضم عددا كبيرا من المثقفين كما أنه إشترك فى إئتلاف اليسار .
وبينما كان أعضاء البرلمان ينظمون أنفسهم فى حكومة مؤقته قام السوفييت من جانبهم بتشكيل مهارضة شعبية قوية وقد ظل الجانبان يتعايشان معا لمدة ستة أشهر أى حتى 7 نوفمبر وبالإضافة إلى المسائل ذات الصفة الإقتصادية والإجتماعية فإن مشكلة الحرب كانت سببا فى إنقسام المعسكرين .
كانت الخصومات قائمة منذ وقت طويل كما أن تجربة الحرب كانت بصفه خاصة مدمره للبلاد ومع ذلك فإن الحكومة المؤقته التى ضمت البرجوازيين الليبراليين والإشتراكيين المعتدلين ومن بينهم محامى شاب يدعى "كيرنسكى" كانت عاقدة العزم على الوفاء بالإلتزامات أرتبط بها الروس إزاء الحلفاء .
وعلى العكس من ذلك فإن الجناح اليسارى للسوفييت أعلن أنه يؤيد القرار الذى يعرف بإسم قرار "زيمروالد" والواقع أنه خلال مؤتمر عقد فى هذه المدينة السويسرية عام 1915 كان لينين والبلشفيك قد أوصوا بتحويل الحرب الإمبريالية إلى حركة ثورية وهكذا فإن مجلس سوفييت بتروجراد وجه يوم 27 مارس 1917 نداء إلى شعوب العالم من أجل عقد "سلام فورى بدون ضم ولا عقوبات" وقد ساندت هذا النداء مظاهرات ضخمة وعند ذلك قدم "ميليوكوف" وزير الخارجية فى الحكومة المؤقته والذى كان المؤيد الرئيسى للإستمرار فى الحرب إستقالته .
وفى يوم 17 مايو ومن أجل إنقاذ النظام الجديد الذى بدأ يحل فيه التفكك من كل ناحية إذ تمردت القوميات المختلفة داخل الجيش إستطاع كيرينسكى أن يشكل حكومة إئتلاف تتكون من تسعة وزراء سته منهم إشتراكيون وفى أوائل شهر يوليو قام الروس بهجوم على جبهة جاليسيا حققوا فيه بعض النجاح الذى لم يتكرر بعد ذلك وعند ذلك أصبحت أيام الحكومة معدوده وقد أعلن إدانتها النهائية أحد كبار النظريين والتكتيكيين من رجال الثورة كان يدعى فلاديمير إيتش أوليانوف ( 1870 ـ 1924 ) أما أسمه الحركى فهو "لينين" .
- مهاجر ذو مكانة رفيعة
قرر لينين الذى كان مهاجرا فى سويسرا منذ الحرب وكان قبل ذلك يعيش فى كراكوفيا أن يعود إلى روسيا ومعه حوالى ثلاثين شخصا من أصدقائه لدى سماعه نبأ أحداث مارس غير أنه لم يكن من اليسير عبور أوروبا فى شهر أبريل 1917 وقد رفضت إنجلترا عودتهم إلى الوطن وبمساعده من الإشتراكيين السويسريين حصل لينين من الألمان على تصريح بالمرور بشرط هو أن يستقل عربة قطار مصفحة كانت الإستراتيجية التى يطرحها هى الإقتناع بأن الوضع السائد فى روسيا لا يمكن فصله عن المضمون الدولى فإن الحرب تتحكم فى كل شيئ وهى التى أحدثت الإنتفاضة الثورية فى الشعب الروسى وعلى روسيا أن تعاون وهى قادرة على ذلك فى التعجيل بالثورة فى بلاد آخرى .
وعلى العكس من رأى الزعماء الذين أوحوا أثناء غيابه بالموقف الذى إتخذه البلشفيك فإن لينين رأى أن الحكومة المؤقتة عاجزه تماما عن إبرام سلام أو عن تحقيق صلاح إقتصادى وإجتماعى هام وفى شهر يوليو قام أنصاره بمظاهرات ضد الحكومة وضد السوفييت غير أنها لم تحقق أى نجاح وعند ذلك أقام كيرينسكى ديكتاتورية حقيقية وحظر إجتماعات اللجان العسكرية وقد أعتقل المتمردين ومن بينهم تروتسكىأما لينين فأضطر إلى الفرار إلى فنلندا .
- مؤامرة كورنيلوف
وقع فى الأيام الأولى من شهر مارس حدث كان يمكن أن يجهض الثورة ألا وهو أن الجنرال كورنيلوف المعروف بمشاعره الجمهورية عين رئيسا للجيش غير أن زملاءه فى الجبهة خدعوه فعاد إلى بتروجراد مع فرقة من القوات غير النظامية لكى يسقط كيرينسكى ويضع فى السلطة عددا من الضباط الرجعيين وفى اللحظة الأخيرة عمل رئيس الحكومة إلى إقالة كورنيلوف .
لكن الوقت كان متأخرا فضاع كيرينسكى وقد أعلن السوفييت بتروجراد الذين كان يرأسهم تروتسكى أنهم يقفون ضد الحكومة الإئتلافية وطالبوا بإطلاق سراح الذين أعتلقلوا فى شهر يوليو وتدفق البلشفيك وعلى رأسهم تروتسكى على قصر "سمولنى" وهو ملجأ قديم تحول إلى مقر لقيادة الثورة ومن فيبورج فى فنلندا أصدر لينين الأمر لأنصاره لكى يكونوا على أهبة الإستعداد للإستيلاء على السلطة ومن "كرونستاد" أنطلقت البارجة "أورورا" مصعدة فى نهر نيفا وقد سددت مدافعها صوب بتروجراد لكى تعطى إشارة الثورة .
- إلى الجميع .. إلى الجميع .. إلى الجميع
وفى يوم 23 أكتوبر عاد لينين سرا وفى مؤتمر مجلس سوفييت بتروجراد وموسكو ذوى الأغلبية البلشفية حصل لينين على موافقة المجتمعين على خطته التى تقضى بالإستيلاء فورا على السلطة وتم تعيين لجنة ثورية منبثقة عن السوفييت مهمتها الإعداد للثورة وأحتج كيرينسكى بقوله "إن العمل الذى يقوم به البلشفيك هو جريمة ضد الدولة" فأجابه تروتسكى بأنه قرر مساء 6 نوفمبر أن تنتقل اللجنة الثورية إلى العمل .
وفى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالى 7 نوفمبر وجهت محطات الراديو فى السفينتين "أورورا" و"ستاندارد" على موجات الآثير برقية بدأت كما هى العادة بكلمات "إلى الجميع .. إلى الجميع " غير أنها مضت تقول بطريقة ذات معنى "لقد أقيلت الحكومة المؤقته وأنتقلت إلى أيدى اللجنة العسكرية الثورية التى ترأس البروليتاريا وحامية بتروجراد" .
وأعتصم الوزراء فى قصر الشتاء الذى كان للقياصرة تحميهم كتيبة من طلبة المدرسة العسكرية ومجموعة من الجنود أما كيرينسكى فقد سافر إلى الجبهة فى محاولة للمجئ بتعزيزات وفى الساعة التاسعة مساءا فتحت البارجة "أورورا" النار وأطلقت مدافع قلعة "بطرس وبولس" قذائفها الأولى على القصر الذى بدأت الجماهير تجتاحه وفى الساعة الثانية وعشر دقائق بعد منتصف الليل جاء من "سمولنى" مقر الثورة رجلان هما أنطونوف وتشودنوفسكى فخاطبا الوزراء هكذا "بإسم اللجنة العسكرية الثورية نأمربإعتقالكم" وترأس لينين الحكومة الجديدة التى تكونت كلها من البلشفيك وأتخذت لنفسها إسم مجلس قوميسيرى الشعب وقد ضمنت هذه الحكومة شخصيتين كبيرتين هما أليون تروتسكى للشئون الخارجية وجوزيف جوجاتشفيلى المعروف بإسم ستالين لشئون القوميات .
- الخطوات الأولى
وصدر أول مرسوم يحمل تاريخ 8 نوفمبر معلنا ضرورة عقد صلح فورى بغير ضم ولا عقوبات ( وهذا الصلح لم يتم التوقيع عليه إلا فى مارس 1918 فى برست ليتوفسك وتضمن سلخ بعض أجزاء من الإمبراطورية الروسية القديمة ) وداعيا جنود جميع البلاد إلى التآخى وفى نفس اليوم صدر مرسوم آخر يؤمم جميع المناجم وفى يوم 14 نوفمبر إنتلقت جميع المؤسسات الصناعية إلى سيطرة العمال وفى يوم 15 صدر مرسوم بشأن سيادة جميع شعوب روسيا والمساواه بينها مع حقها فى تقرير مصيرها وإلغاء كافة الإمتيازات أو القيود القومية والدينية وفى 7 ديسمبر أنشأت الحكومة الجديدة اللجنة غير العادية لمكافحة "الثورة المضادة والمضاربة والتخريب" وهى لجنة البوليس السياسى وإبتداء من ذلك الوقت قامت ديكتاتورية الطبقة العاملة فى دولة تضم مائة وخمسين مليونا من السكان وقوة من الدرجة الأولى ففيها مفكرون ومنظمون لا مثيل لهم يوحون بذلك مثل لينين وتروتسكى وبوخارين وزينوفييف وكامينيف وسفردلوف ولوناتشارسكى ومدام كولونتاى ومولوتوف وغيرهم .
لقد نشأ الاتحاد السوفييتى أول دولة بروليتارية فى العالم ولسوف تعبر خلال تاريخها بأحداث جسام مثل الحرب الأهلية والصراع الداخلى والغزو الهتلرى وغير ذلك من النكسات المؤلمة والإنتصارات المدوية .
- وثائقى ليون تروتسكى