الولايات المتحدة الأمريكية


منذ قدوم أوائل المهاجرين إلى مقتل لنكولن ومن خلال العديد من الأحداث ولدت وتكونت الدولة الأمريكية 

يرجع أساس الدولة الأمريكية إلى أصل أوروبى والواقع أنه يمكن إعتبار أن معظم سكان الولايات المتحده وفدوا من القارة القديمة وأنهم ظلوا متأثرين بها تأثرا عميقا فى لغتهم وثقافتهم وديانتهم الغالبة وذلك فيما عدا الهنود الذين قدم أسلافهم فبل مقدم البيض والزنوج الأفريقيين وقد تم إكتشاف القارة الجديدة منذ خمسة قرون تقريبا عندما كان كبار الملاحين يحاولون إكتشاف طرق جديدة للملاحة .
  • الإستعمار الأوروبى 

كانت أسبانيا بفضل كريستوفر كولومبس أول بلد يرسى قواعد له فى العالم الجديد وكانت المنطقة التى بدأت بالنزول فيها فى بداية الأمر مقصورة على ما كان يعرف بإسم "الهند الغربية" والمكسيك ثم أخذت هذه الرقعة تتسع شيئا فشيئا حتى كادت تشمل كل جنوب الولايات المتحده وفى عام 1513 نزل جوان بونس دى ليون فى فلوريدا وهناك أنشئت مدينة سانت أوجستين فى عام 1565 وهى أقدم مدن الولايات المتحده .
أما الفرنسيون فقد سلكوا طريق الشمال وساروا فى إتجاه منابع نهر سان لورانس إلى كندا وأكتشفوا البحيرات الكبرى ثم ساروا فى إتجاه مصب نهر المسيسبى حتى خليج المكسيك فى حملة أعلن خلالها كافيلييه دى لاسال السيادة الفرنسية على الجزء الأوسط من القارة الأمريكية الشمالية بأكمله وأطلق عليه إسم لويزيانا تمجيدا لإسم ملكه لويس الرابع عشر 
وأما الهولنديون فقد أستقروا فى الجزء الأوسط من ساحل الأطلنطى بين الفرنسيين فى الشمال والأسبان فى الجنوب وفى عام 1624 أسسوا "هولندا الجديدة" على طول ضفاف نهر الهدسون وبينما أخذت مختلف الدول الأوروبية تقيم لنفسها المستعمرات وقع حادث كانت له أهمية بالغة ذلك أن باخره قادمة من أفريقيا أفرغت أول حمولة من الزنوج للعمل فى المزارع وتلت هذه الحمولة حمولات آخرى كانت إيذانا ببداية تجارة العبيد .
وأخيرا تحرك الإنجليز بدورهم لغزو الأراضى الجديدة وإنشاء مستعمرات لهم فيها وقد أسسوا أولى قواعدهم فى جيمس تاون عام 1607 وجاء وقت كانت فيه تلك المستعمرة على وشك الزوال ولكن صمود الكابتن جون سميت الذى عرف كيف يقنع المهاجرين بالتغلب على الصعاب التى فرضتها عليهم الطبيعة القاسية نجح فى الإحتفاظ بها وكان سلاحة هو "لا خبز لمن لا يعمل" وفى جيمس تاون ولدت أسطورة الفتاه الهندية الشابه "بوكاهونتاس" وهى التى كما قال سميث حالت دون قبيلة أبيها وقتله وكان زواج بوكاهونتاس من أحد سكان المستعمرة ويدعى جون رولف سببا فى توطيد السلام بين المستعمرين والهنود وقد تقدمت جيمس تاون بدرجة كبيرة وصارت تعرف بإسم مستعمرة فرجينيا العظيمة وأشتهرت بمجلس أعيانها وهو أول مجلس تشريعى أمريكى وبعد بضع سنوات نزل رجال آخرون ونساء آخريات فى بليموث روك على ساحل ماساشوسيتس وأنضموا إلى الأسطورة الأمريكية وكان هؤلاء هم أول من إحتفل "بعيد الشكر" أى بأول بادرة إعتراف بفضل الخالق لهذا العالم الجديد وبينما كان هؤلاء المهاجرون يفرون من الإضطهاد الدينى من الإنجليز وتمسكا منهم بميثاق "زهرة الربيع" الذى وضعوه بأنفسهم أثناء عبورهم الأطلنطى لم يترددوا فى أن يضطهدوا هم أنفسهم كل من لا يشاركهم عقيدتهم الدينية وكما ستفعله فيما بعد وبقسوة بالغة طائفة المتطهرين وفى نفس المكان من خليج ماساشوسيتس .
أما مغامرة وليم بن فى بنسلفانيا فكانت أسعد حالا كان هذا العضو فى جماعى الإخوة المسالمين البروتستانت قد منح الحرية الدينية والسياسية لسكان المستعمرة وفضلا عن ذلك كان عادلا لأقصى حد فى معاملته للهنود وفى لوحه شهيره لبنيامين وست نراه واقفا تحت شجرة كبيرة يفاوض الهنود فى شراء أراضيهم بروح من العدالة وفى نفس الوقت كان الإنجليز يشعرون بأن وجود هولندا الجديدة فى وسط مستعمراتهم يشكل وضعا شاذا وفى عام 1664 قرر شارل الثانى ملك إنجلترا أن يمنح أخاه دوق يورك حكم المنطقة وكذلك كل وادى هدسون وإزاء قوات الدوق المتفوقة فى العدد لم يسع "بيتر ستويفيسنت" الحاكم الهولندى سوى التسليم وعندئذ قام المنتصرون بتغيير إسم المنطقة إلى نيويورك تكريما للدوق .
وإبتداء من النصف الثانى من القرن 18 تتابعت ثلاث عشرة مستعمرة إنجليزية على طول الساحل الشرقى وكان إزدهار هذا المجتمع الإستعمارى يقوم على الزراعة والتجارة وكانت الحياة الفكرية يتزعمها بنيامين فرانكلين غير أن سكان المستعمرات لم يتحملوا الخضوع لبريطانيا كما لم يكونوا يشعرون بالرضا لدفع الضرائب التى يقررها برلمان لندن وعندما رفض الملك الإستماع لمطالب سكان المستعمرات إندلعت الحوادث وفى عام 1770 أطلق بعض الجنود البريطانيين النار على الجماهير وكانت "مذبحة بوسطن" وبعد ذلك بفترة قصيرة تنكر بعض البيض فى زى الهنود وأتلفوا شحنة شاى إنجليزية فى ميناء بوسطن وإنتقاما لهذا الإعتداء قام الإنجليز بإغلاق الميناء وكان ذلك الإجراء دفع بأهالى المستعمرات إلى عقد أول مؤتمر فى القارة الأمريكية فى عام 1774 وقرروا القيام بعمل جماعى ومؤثر .
  • الثورة الأمريكية 

كان يوم 18 أبريل عام 1775 يوما حاسما كان بول ريفير يتنقل فيه مسرعا على صهوة جواده من مزرعة إلى آخرى لإنذار الأهالى الأعضاء فى المليشيا بزحف البريطانيين نحو ترسانة الكونكورد فى ماساشوسيتس وقد أطلقت بعض الطلقات النارية وقام جيش أمريكى أعد إرتجالا بحصار مدينة بوسطن وكان المؤتمر الأمريكى الثانى يتزعم ذلك الجيش كقوة تمثل المستعمرات وعين لقيادته جورج واشنطن .
  • إعلان الإستقلال 

كان توماس جيفرسون فرجينيا هو الذى يرجع إليه إعلان الإستقلال فى 4 يوليو سنة 1776 وقد كتب يقول "إننا ننظر إلى الحقائق الآتية وهى تدلل على نفسها بنفسها وإن الناس جميعا خلقوا متساوين وكلهم منحوا من الخالق بعض الحقوق التى لا تقبل النزول عنها أو تحويلها ومنها حق الحياة وحق الحرية وحق السعى وراء السعادة" كان جيفرسون يدرك مدى التناقض القائم بين هذا الإعلان وبين الإبقاء على نظام العبيد ولكنه كان يعلم أيضا أن إقتصاد الجنوب ومجتمعه الجديد يعتمدان على العمل الذى يؤديه العبيد فى المزارع الأمر الذى يجعل من الصعب الشروع فى أية محاولة لمعارضة هذا النظام .
  • حرب الإستقلال 

بعد أن أفلح واشنطن فى إجبار الإنجليز على إخلاء بوسطن وبعد أن كان الإنجليز قد طاردوه حتى بنسلفانيا نجح فى دفع المرتزقة الألمان الذين كانوا يعملون فى خدمة ملك إنجلترا إلى ترانتون فى ديسمبر 1776 وبعد ذلك بسنه إضطر تمضية شتاء قارس البرد فى وادى فورج وإلى جانبه صديقان هما الفرنسى لافاييت والألمانى كالب وكان القائد الأمريكى هوراشيو جيتس قد إنتصر هو الآخر على الإنجليز فى معركة ساراتوجا عام 1777 وكان هذا النصر هو الذى أدى بفرنسا إلى الدخول رسميا فى الحرب إلى جانب الثوار إعتبارا من عام 1778 وعندئذ دار الجزء الأكبر من المعارك فى الجنوب وكان واشنطن وروشامبو قد ضيقا الحصار على قوات الجنرال كورنواليس الإنجليزى فى فرجينيا كما أن حصارهم على اليابسة كان يدعمه تدخل الأسطول الفرنسى بقيادة الأميرال دى جراس وأخيرا كان إستسلام الإنجليز فى يورك تاون فى عام 1781 بمثابة نهاية القتال ثم كانت معاهدة باريس فى عام 1783 تحمل إعتراف بريطانيا بإستقلال الولايات المتحدة الأمريكية .
  • الدستور الأمريكى 

ولكن فى لحظة إعلان الإستقلال برز العديد من الموضوعات التى كانت سببا فى إختلاف الأمريكيين مع بعضهم بعضا ولم يكن المؤتمر القارى الذى كان العامل الأساسى فى إنتصار المستعمرات ذا سلطة كافية للمحافظة على النظام ولذلك وضع الدستور فى عام 1787 وقد نص هذا الدستور على قيام رئيس السلطة التنفيذية ومؤتمر كونجرس من مجلسين ( مجلس شيوخ تمثل فيه جميع الولايات بالتساوى ومجلس نواب ) وأخيرا محكمة عليا كما نص الدستور على التعديلات التى قد تلزم لنصوصه .
  • واشنطن أول رئيس 

أونتخب جورج واشنطن بالإجماع وأضفى على منصب الرئاسة وفى إطار الحكومة تلك السعة التى يتسم بها حاليا لقد جعل من هيئة الوزارة تشكيلا ذا أهمية وعين توماس جيفرسون وزير دولة وألسكندر هاملتون وزيرا للمالية وقد وضع هذان الإثنان الأساس للتطور الحقيقى للولايات المتحدة بالرغم من أن هاملتون كان أكثر قربا من واشنطن وأن جيفرسون أضطر للإستقالة .
  • الديموقراطية فى رأى جيفرسون 

تولى توماس جيفرسون الرئاسة فى عام 1801 وكان ذلك سببا فى إحداث تغيير جديد كبير على الحياة الأمريكية ولقد بسط جيفرسون كثيرا من نظام البروتوكول وألغى مظاهر الأبهة التى كانت تحيط بسلفه وعاش فى بساطه كمالك أرض صغير كما شجع الإنتخابات الشعبية فى المدن والقرى فى المناطق التى أستصلحت حديثا وبما أتسم به من حرص على الحريات الديموقراطية كان يدافع أيضا عن حرية الصحافة غير أن فترتى رئاسته تأثرتان بالحروب النابليونية فى أوروبا والواقع إن إتهامه بإبعاد الولايات المتحدة عن الصراع الأوروبى جعله يحس المؤتمر على تقرير الحظر البحرى وبمقتضاه حظر على السفن الأمريكية الخروج إلى أعالى البحار لكى لا تتمكن فرنسا أو إنجلترا من الإستيلاء عليها وقد أدى ذلك إلى الإضرار البالغ بنمو الموانى مثل ميناء بوسطن ولكنه فيما عدا ذلك أحرز نجاحا لا شك فيه عندما قام بشراء مقاطعة لويزيانا من نابليون فى عام 1803 .
  • الحرب ضد إنجلترا 

كان فى مقدور جيمس ماديسون الذى خلف جيفرسون فى البيت الأبيض أن يحافظ على السلام ولكن جماعة القصور فى المؤتمر وهى التى كان يتزعمها هنرى كلاى عضو الشيوخ عن كنتاكى وجون ك. كلهون عضو الشيوخ عن كارولينا الجنوبية إتهمت بريطانيا بإنتهاك الحقوق البحرية للولايات المتحدة وقد تمسكت هذه الجماعة من دفع المؤتمر إلى إجبار ماديسون  لإعلان الحرب على إنجلترا فى عام 1812 وكان من أولى النتائج التى ترتبت على ذلك إستيلاء الغزاه البريطانيين على واشنطن وإحراقها ومن جهه آخرى فشل إنجلترا فى التغلب على قلعة ماك هنرى التى تحمى مدخل ميناء بلتيمور وفى عام 1814 تم فى جاند توقيع السلام الأبدى الذى أنهى هذا الصراع وقضى الإتفاق بتحديد البحريات الكبرى وأعترفت الدولتان بالوضع الكائن .
  • مبادئ مونرو 

فى عام 1817 أصبح جيمس مونرو رئيسا للولايات المتحدة وقد بدأ رئاسته بشراء فلوريدا من أسبانيا وساند الحرية فى أمريكا اللاتينية وفى عام 1823 أرسل للمؤتمر رسالة رئاسية أعلن فيها إغلاق أبواب الدنيا الجديدة فى وجه كل محاولة إستعمارية جديدة مؤكدا أن أية محاولة أوروبية للتدخل فى أمريكا سواء الشمالية أو الجنوبية تعتبر عملا غير ودى تجاه الولايات المتحدة ولقد صار مبدأ مونرو هو المحك الأول للسياسة الخارجية لأمريكا ولا تزال مرجعا إبان الأزمات الدولية الكبرى .
  • التوصل إلى حل وسط فى مسألة الرق 

ظلت مشكلة العبيد أخطر المشاكل فى تاريخ الولايات المتحدة وقد ظهرت أولى بوادرها على المستوى القومى فى عهد رئاية مونرو وكان المفهوم ضمنا حتى ذلك الوقت أن المستوطنين الذين ينتقلون إلى المناطق الغربية يستطيعون إقامة حكومات محلية والتدرج فى تكوين ولايات ثم يطلبون الإنضمام بها إلى الإتحاد وكان هذا هو ما فعله أهالى ميسورى فى عام 1818 غير أنه بينها كانت ولايات الجنوب تساند سكان ميسورى الذين كانوا يرغبون فى الإحتفاظ بعبيدهم فإن ولايات الشمال كانت تشترط لقبولها فى الإتحاد أن تلغى نظام العبيد وكان الموضوع حاسما ويتطلب تنظيما وفى عام 1820 تمت صياغة مشروع لحل وسط لعب فيه هنرى كلاى دورا هاما وقد نص المشروع على أنه بما أن أهالى "مين" يرغبون فى الإنضمام للإتحاد كولاية لا تعترف بنظام العبيد فإنه فى إستطاعة ميسورى أن تنضم للإتحاد كولاية تستخدم العبيد وكان مشروع ميسورى هذا قد قرر أيضا أن الأقاليم الآخرى الواقعة شمال الميسورى تعتبر غير ملتزمة بنظام العبيد هذا وكانت "الجمعية الأمريكية لمناهضة العبيد" تساعد السود على الهرب من الجنوب .
  • الديموقراطية كما كان يراها جاكسون 

أنتخب لرئاسة الولايات المتحدة بعد جون كوينسى الرئيس أندرو جاكسون وجاء معه هو الآخر بأفكار جديدة عدلت من نظام السياسة الأمريكية فقد وسع من القاعدة التى لها حق الإنتخاب بأن ضم إليها فئات جديدة من المواطنين كما شارك فى الحد من النفوذ المالى لولايات الشرق ونجح فى تطبيق الديموقراطية "المجرده من المشاكل" والتى كانت مطبقة فى الغرب حتى واسنطن .
كان جاكسون رجلا مستبدا برأيه حافظ على سيطرة الحكومة المركزية على الولايات الأعضاء فى الإتحاد فعندما نشأت الأزمة المعروفة بأزمة "الإلغاء" وذلك عندما قامت ولايات كارولينا الجنوبية بتأثير من عضو شيوخها كلهون وبإلغاء الرسوم الجمركية الأهلية التى قررتها الحكومة الإتحادية لأنها كانت ضارة بالمصالح الخاصة بتلك الولاية قام جاكسون بتعبئة القوات المسلحة وأجبر كارولينا الجنوبية بالقوة على قبول الرسوم الجمركية الإتحادية ولكن عندما تولى مارتن فان بورين الرئاسة مواصلا سياسة جاكسون كان أقل حظا إذ واجهته أعنف أزمة إقتصادية شهدها ذلك العصر وهى الأزمة المعروفة بإسم "الذعر" عام 1837 .
  • حرب المكسيك 

كان الإندفاع نحو الغرب قد إتخذ مظهرا جنونيا فى عهد رئاسة "جيمس ك. بولك" كان المستصلحون للأراضى قد أخذوا يستقرون فيما وراء المسيسيبى فى حين كانت قوافل الأمريكيين تتوغل نحو الجنوب إلى تكساس التى كانت فى ذلك الوقت أرضا مكسيكية وهناك أسسوا جمهورية تكساس وكان علمها يحمل نجمة واحدة فقط وفى عهد رئاسة تايلر إنضمت هذه الجمهورية بناء على طلبها إلى الولايات الأمريكية ولكن سرعان ما نشأت أزمة خطيرة أعقبها إعلان الحرب بين الولايات المتحدة والمكسيك ومن خلال هذا الصراع أقتحمت القوات الأمريكية المكسيك وأحتلت مدينة مكسيكو وفى الوقت نفسة ثار أهالى كاليفورنيا الأمريكيون وأسسوا جمهورية بهذا الإسم وأتخذوا "الدب" شعارا لهم وفى عام 1848 قضت معاهدة جواديلوب وهيدالجو بمنح منطقة تكساس للولايات المتحدة والسماح لها بضم الأرأضى المكسيكية إبتداء من المكسيك الجديدة حتى كاليفورنيا وبعد ذلك بعام أى فى عام 1849 كان الإندفاع وراء الذهب قد خلق تيارا شديدا من الهجرة نحو الغرب وحتى سواحل المحيط الهادى وسرعان ما كونت تلك المناطق الجديدة ولايات وطلب الإنضمام إلى الإتحاد وكانت المشكلة التى أثيرت فى ذلك الوقت هى هل ستقبل هذه الولايات الجديدة فى الإتحاد كولايات تقر نظام الرق أو كولايات حرة لا تقر هذا النظام وكان المأزق الذى خلقه شراء لويزيانا قد أخذ يستعاد من جديد .
  • إتفاق عام 1850 الجديد 

فى فترة رئاسة كل من زاخارى تيلور ( 1849 ــ 1850 ) وميلارد فيلمور ( 1850 ــ 1853 ) تمكن عضو الشيوخ عن كنتاكى هنرى كلاى الملقب "بالمفاوض العظيم" بتدخلة من تحقيق حل جديد حددت فيه الإجراءات التى تتخذها الحكومة المركزية نحو تسوية المشاكل التى تثيرها الولايات الراغبة فى الإنضمام للإتحاد وبناء على ذلك إنضمت كاليفورنيا للإتحاد كولاية لا تتبع نظام الرق فى حين أن ولايتى المكسيك الجديدة وبوتاه منحتا سيادة مؤقتة يحق بموجبها لسكانها أن يختاروا بين إتباع نظام الرق أو إلغائه وفى الوقت نفسه عزز القانون الخاص بالعبيد الهاربين بما يضمن عودتهم لسادتهم وأخيرا ألغيت تجارة الرقيق فى ولاية كولومبيا التى تقع فيها العاصمة الإتحادية واشنطن وإزاء هذه الأوضاع وعلاوة على الإجراء الذى إتخذه أنصار إلغاء الرق فى صالح تحرير العبيد صدرت فى عام 1852 الرواية التى ألفتها هارييت بيتشر ستو المسماه "كوخ العم توم" التى تندد نظام الرق فأيقظت ضمير الأمريكيين .
ومع ذلك فإن مؤيدى النظام لم ييأسوا حتى جاء الرئيس فرانكلين بيرس فوقع مرسوم كانساس ــ نبراسكا فى عام 1854 الذى كان نقضا لإتفاق ميسورى وفى نفس الوقت حرك الحكم الصادر فى قضية دريد سكوت مشاعر الأمريكيين كان سكوت هذا عبدا وقد طالب بحريته أمام المحاكم مسندا فى طلبة إلى أن مولاه كان قد أحضره معه إلى ولاية لاتقر نظام الرق طبقا لإتفاق ميسورى إلا أن المحكمة العليا رفضت هذا الطلب .
كان هذا الحكم فضيحة للشمال وبعد فترة وجيزة أى فى عام 1859 تزعم أحد أنصار التحرير ويدعى جون براون غارة على معدية هاربر فى حاولة يائسة لإشعال نيران ثورة بين عبيد فرجينيا ولكن براون يقبض عليه ويسجن على يد الكولونيل "روبرت أ. لى" ثم يأمر هذا الأخير بإعدامه شنقا وقد جعله موته بطلا خالدا ترنمت به أنشودة أنصار التحرير والتى عنوانها "جثة جون براون" . 
  • إبراهام لنكولن 

وإعتبارا من ذلك الوقت أصبحت مشكلة الرق مبعث قلق دائم فى الحياة العامه الأمريكية وكان تأسيس الحزب الجمهورى الجديد فى عام 1854بهدف وضع حد لإمتداد نظام الرق وفى خلال إحدى الحملات الإنتخابية فى ولاية إلينوى واجه إبراهام لنكولن خصمه ستيفن دوجلاس بقوله " أعتقد أن هذا البلد ومؤسساته لا يمكن أن يظل إلى الأبد نصفه مناصر للرق والنصف الأخر معارض له" ولذلك فإنه عند ما فاز لنكولن المرشح الجمهورى فى إنتخابات الرئاسة تذكر الجنوبيون أقواله تلك وشعروا بعدم الرضا .

  • رد فعل الجنوبيين (الإتحاد) 
أحدث إنتخاب لنكولن موجات من رد الفعل وخاصة فى ولايات الجنوب التى تتبع نظام الرق وأجتمع المتمردون فى مونتجمرى فى ولاية ألاباما يوم 4 فبراير وأعلنوا حل الإتحاد وتأسيس دولة جديدة مستقلة تسمى "اتحاد ولايات أمريكا" وأنتخبوا جيفرسون ديفز رئيسا للمسيسيبى وعندما بدأت العدواة بين السلطة الفدرالية وولايات الشمال من جهه ومتمردى الجنوب من جهه آخرى ثارت بعض الولايات التى تتبع نظام الرق .
  • حرب الإنشقاق 

كانت بطاريات مدفعية إتحاد الجنوب هى التى بدأت بإطلاق قذائفها فى حرب الإنشقاق يوم 12 أبريل 1861 عند قلعة سومتر فى ميناء شارلستون وكان زعماء الثورة يعتقدون أنه فى إمكانهم بشجاعتهم وبصادراتهم من القطن معادلة تفوق الشماليين عليهم فى الرجال والمعدات وقد تمكن الجنوبيون فعلا بفضل شخصية الجنرال "لى" من إحراز إنتصارات سهلة فى البداية غير أنه بعد الحادثة التى أودت بحياة ستونوول جاكسون ( نائب الجنرال لى ) خطأ على يد حرسه الخاص أخذت الأوضاع تتغير ومع أن لى نجح ثانية فى إختراق أراضى الشماليين إلا أنه إضطر للإرتداد بعد معركة جيتسبرج فى عام 1863 وفى تلك الأثناء كان القائد العام لقوات الشمال "يوليس س . جرانت" قد أحرز عدة إنتصارات فى المسيسيبى فى قلعة هنرى وقلعة دونلسون وفى عام 1863 فى فيكسبرج وشتانوجا وقد كان تحمس جرانت للثقة التى أولاه إياها الرئيس لنكولن بتعيينه قائدا عاما لجيوش الشماليين دافعا له على القيام على رأس جيش كبير يفوق كثيرا جيش الجنوبيين برد لى على أعقابة خلال فرجينيا وفى هذا الوقت فى عام 1864 بدأ الجنرال وليم شرمان مسيرته الشهيرة صوب البحر إبتداء من المسيسيبى مكتسحا فى طريقه كل أراضى جورجيا وأستسلمت ريتشموند لقوات جرانت وأخيرا أدرك لى أن النصر قد أفلت منه ورغبه منه فى حقن مزيد من الدماء إستسلم بنفسه إلى جرانت فى دار العدالة فى آبوماتوكس يوم 9 أبريل 1865 .
  • إغتيال لنكولن 

أقدم الرئس ابراهام لنكولن خلال حرب الإنشقاق على مبادرتين خالدتين كانت الأولى إعلانه فى أول يناير 1863 تحرير العبيد مانحا الحرية لكافة العبيد فى الولايات الثائرة ضد الولايات المتحدة وفى 19 فبراير ألقى خطبته التى إشتهرت بإسم خطبة جيتسبرج والتى إستظهرها عن ظهر قلب تلاميذ أجيال متعاقبة من الأمريكيين والتى تنتهى بهذه العبارة "إن حكومة الشعب بالشعب وللشعب ولن تختفى عن سطح الأرض" وفى 14 أبريل 1864 إغتاله أحد الجنوبيين المتحمسين المدعو "جون ويلكس بوث" وتوفى فى صباح اليوم التالى وقد خيم الحزن على الدولة الأمريكية لهذا الحادث وأقامت لشهيدها جنازة الأبطال ولا يزال لنكولن حتى اليوم يحتفظ بحب وتقدير الأمريكيين أكثر من أى رئيس آخر لأنه كان الرجل الذى أنقذ الإتحاد .

مواضيع ذات علاقة: