الأمم المتحدة


تسعى الإنسانية منذ زمن بعيد للتوصل إلى الوسيلة التى تستطيع بها أن تكبح نزواتها الجنونية 
فهل ستتمكن الأمم المتحدة من تحقيق هذا السعى يوما ما ؟

إن تعارض المصالح بين الدول والرغبة فى التغلب على هذه الظاهرة بالطرق السلمية كان الأساس الذى قامت عليه هيئة الأمم المتحدة ولقد إتخذت هيئة الأمم المتحدة قرارات على درجة بالغة من الأهمية ونفذتها وكانت فى معظم الحالات قرارات ذات فاعلية ولكن ما يشيع التفكك فى كيانها هى المعارضات والعداوات المستمرة بين الدول أعضائها والصراعات المريرة التى تمزقها لا يكاد يظهر منها شيئ وإذا نحن إكتفينا بتأمل تلك العمارات الأربع الشاهقة والتى يتكون منها مقرها فى قلب مدينة نيويورك وهى عبارة عن بناء مستطيل للمؤتمرات وقبة قاعة الجمعية العمومية ومكتبة داج همرشولد التى تضم 400000 كتاب وأخيرا ذلك البرج الذى يتكون من 39 طابقا والذى تشغله الأمانة العامة .
  • إتهام الهيئة بالعجز 
إن هيئة الأمم المتحدة هى الهيئة المختصة بالبحث عن وسائل التوفيق بين ما يجب أن يكون وما يمكن أن يكون وهى مهمة أليمه فى أغلب الأحيان فقد ظلت الصين لأكثر من 20 سنه وهى الجمهورية الإشتراكية التى يبلغ تعداد سكانها أكثر من 700 مليون نسمة ظلت بعيدة عن مقاعد الهيئة الدولية فى نفس الوقت الذى كان يشغل هذا المقعد وبأسم الشعب الصينى كله وفد منشبه الجزيرة الصينية التى تتبع نظام الحكم الوطنى والتى لا يزيد تعدادها عن 11 مليون نسمة وقد ظل هذا التناقض فى الأوضاع قائما حتى يوم 26 أكتوبر 1971 عندما أصدرت الجمعية العمومية بأغلبية 76 صوتا ضد 35 وأمتناع 17 دولة عن التصويت قرارها بقبول الصين الكبرى عضوا فى هيئة الأمم المتحدة وأستبعاد الصين الصغرى من عضويتها فكانت هذه أول عضو يستبعد من الهيئة .
والعجز الذى تهتم به الهيئة كثيرا ما يبرز فى العديد من المناسبات وخاصة فى حرب فيتنام ونزاع الشرق الأدنى وباكستان وهى مناسبات لم تتمكن هيئة الأمم فيها من فرض السلم أو إقرار حلول عادلة وفى عام 1970 وعندما حدثت مذبحة الإيبو فى نيجريا رفضت هيئة الأمم التدخل متذرعة بأن الحرب الأهلية مسألة داخلية وهو تبرير وإن كان يتفق وتفسير ميثاق الهيئة إلا أنه لا يخرج عن كونه خضوعا كاملا لمبدأ السيادة الكاملة للدول الأعضاء وفى الحرب الكورية كان تدخل هيئة الأمم المتحدة مسألة أمريكية وغربية بحته وأنكرتها الدول الشيوعية الأعضاء فى الهيئة وكلها تقريبا تقف فى صف كوريا الشمالية التى غزت قواتها أراضى كوريا الجنوبية .
وأبرز الأحداث التى أظهرت ضعف هيئة الأمم المتحدة عدم إنصياع الكيان الصهيونى بعد حرب النكسة فى يونيه 1967 لقرار الهيئة بضرورة إعادة الأراضى التى أحتلتها من مصر والدول العربية وحدث ما يشبه ذلك عندما ذهبت هدرا كل الإحتجاجات التى قدمت للجمعية العمومية ضد إغارة الإتحاد السوفييتى على تشيكوسلوفاكيا فى عام 1968 كما أن قرار المقاطعة الإقتصادية التى إتخذته هيئة الأمم المتحدة ضد حكومة الأقلية البيضاء فى روديسيا بسبب سياستها العنصرية لم تكن له أى فاعلية إذ أن بريطانيا لم تقم له وزنا وأخيرا فإن الأمين العام مستر فالدهايم إتخذ موقفا فى عام 1972 ضد ضرب الأمريكيين لهانوى وظلت إنتقاداته حبرا على ورق .
  • ساحة خاصة لإجتماع الأمم 
هل معنى ذلك أن هيئة الأمم المتحدة لا فائدة منها ؟
إن الواقع أبعد من ذلك بل هى على العكس تنظيم لا غنى عنه والواجب يقتضينا أن ننظر إلى حصيلة أعمالها وهذا الجانب يتكون بصفة خاصة من المنظمات العالمية  13 المتخصصة التى تتبع الهيئة والتى تعمل على تحقيق الرغبات الضرورية للدول الأعضاء وأهم هذه الوكالات هى 


جزء من الإعتمادات التى تمتلكها هذه المنظمات مخصص للإغاثة العاجلة للسكان الذين يتعرضون لكوارث أو لنكبات ولقد بدأت بإحدى وخمسين دولة أعضاء فيها ووصل هذا العدد فى عام 1975 إلى 138 وفى ذلك دليل على نشاطها إذ إستطاعت أن تسجل إنضمام أعضاء جدد إليها وهى بعكس عصبة الأمم التى سبقتها والتى لم تكن تضم فى عضويتها الولايات المتحدة الأمريكية كما إنسحبت منها اليابان وتلتها ألمانيا كما أن الإتحاد السوفييتى لم ينضم إليها إلا فى عام 1934 ليستبعد منها بعد خمس سنوات بسبب إعتدائه على فنلندا .
  • الميثاق 
إجتمع روزفلت وتشرشل وستالين فى غضون الحرب العالمية الثانية فى طهران آخر نوفمبر 1943 ورأوا أنه من الضرورى إنشاء هيئة دولية تكون مهمتها فض المشاكل العالمية على أن يكون ذلك بعد إنتهاء الحرب مباشرة وفى الفترة من 21 أغسطس إلى 7 أكتوبر 1944 عقد فى دومبرتون أوكس بالقرب من واشنطن مؤتمر تمهيدى ضم ممثلين أمريكيين وبريطانيين وروس وصينيين وقام المؤتمر بوضع الخطوط العريضة لميثاق الأمم المتحدة وأقر الميثاق فى سان فرانسسكو فى الفترة من 25 أبريل إلى 26 يونية 1945 وقد بدا واضحا منذ البداية أن الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتى سيكونان هما القوتان البارزتان بعد الحرب وأنه لابد من وجود وفاق بين هاتين الدولتين لكى تتمكن هيئة الأمم من تأدية مهامها . 
كان الموقعون على الميثاق قد إستبدت بهم فكرة العجز الذى منيت به عصبة الأمم فعملوا على وضع صيغة للميثاق الجديد تكون أكثر دقة من ميثاق عصبة جنيف وقد نص الميثاق الجديد على أن مجلس الأمن بما له من الصفة التنفيذية يستطيع العمل والبحث بمبادرته الخاصة أو بطلب من الأمين العام كما أن المجلس يستطيع فى حالة تهديد السلام أو الإخلال به أن يطلب إجراء مفاوضات دبلوماسية أو فرض إجراءات إقتصادية أو الأمر بوقف القتال وإنسحاب القوات بل إن من سلطته إتخاذ إجراءات عسكرية وتقوم هيئة الأمم المتحدة بمساعدة البلاد النامية ماليا وفنيا كما أن لديها مجالس إقتصادية إقليمية مهمتها تنظيم التعاون الدولى ولكن وكما ذكرنا سابقا فإن نظرة الدول المتشددة إلى تفسير مضمون سيادتها الخاصة يحد من تطبيق نصوص الميثاق .
  • أعمدة الحكمة السته الجماعية 
قامت الهيئة على أسس تعتمد على ستة مبادئ أساسية هى أعمدة الحكمة الجديدة للأمم 
الجمعية العمومية 
وهى التنظيم الأساسى والوحيد الذى يضم مندوبين عن جميع الدول الأعضاء وقرارات الجمعية العمومية فى المسائل التى تعتبر هامة أى التى تتصل بالمسألة الحيوية الخاصة بصون السلام وإن كانت هذه المسائل من حيث المبدأ من إختصاص مجلس الأمن تنفذ بأغلبية ثلثى أصوات الأعضاء أما المسائل التى تعتبر أقل أهمية فإن قراراتها تصدر بالأغلبية البسيطة وهى تعرض للتصويت الميزانية الخاصة بالهيئة وتنتخب الأعضاء غير الدائمين فى مجلس الأمن وتشترك معه فى تعيين الأمين العام ولها سلطة التحقيق فى كل المشاكل الدولية وهى تعقد دورة واحدة فى السنة وكل دولة عضو فى الجمعية لها صوت مهما كان عدد سكانها وفى عام 1950 حصلت الجمعية العمومية على حق التدخل فى حالة تهديد السلم إذا ما وجدت أن عدم الإجماع يشل حركة مجلس الأمن وقد أكتسبت الجمعية العمومية هذا الحق وفقا لقرار الإتحاد من أجل السلام الذى أصدرته فى 3 نوفمبر 1950 وقد طبق هذا الحق فى الحالة السابق الإشارة إليها وهى حرب كويا وهى التى إقتضت دعوة دورة طارئة للإنعقاد .
مجلس الأمن 
هو الهيئة التنفيذية فى المسائل السياسية ويقوم بتطبيق قرارات هيئة الأمم المتحدة ويختص بكافة المسائل التى تتعلق بالحرب والسلم وكما ذكرنا فإنه تقع عليه مسئولية إتخاذ الإجراءات الرادعة وهو يتكون من خمسة أعضاء دائمين هم الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتى وبريطانيا وفرنسا والصين ولكل من هؤلاء الأعضاء حق الإعتراض "الفيتو" ومن عشرة أعضاء غير دائمين يختارون لمدة سنتين من بين الدول الأعضاء الآخرى وإذا صدر الإعتراض من أحد الأعضاء الدائمين يوقف أى قرار للمجلس فى حين أن غياب أحد هؤلاء الأعضاء لا يترتب عليه هذا الأثر .
والواقع أن مجلس الأمن هو المعبر عن موقف الدول العظمى وأداة سيطرتها والقرار الذى يصدر بإجماع أصوات الأعضاء الدائمين فى المجلس مع إعتراض بعض الأعضاء غير الدائمين يمكن أن يؤدى إلى إتخاذ إجراء جماعى دون موافقة الجمعية العمومية فى حين أن التدخل العسكرى لا يمكن أن يتقرر ضد أى دولة من الدول الأعضاء الدائمين فى المجلس إذ أن إعتراضها فى هذه الحالة يمنع تنفيذ القرار .
الأمانة العامة 
وتتكون من مجموع الموظفين الدوليين المكلفين بالأعمال اليومية ويرأسها الأمين العام الذى يرأس كافة الإجتماعات فيما عدا إجتماعات محكمة العدل الدولية والأمين العام هو المرشد الذى يتولى قيادة المنظمة ويعمل بالأمانة العامة حوالى 10000موظف منهم 4000 فى نيويورك .
المجلس الإقتصادى والإجتماعى 
ومهمته التنسيق بين أنشطة الوكالات المتخصصة فى مجالات الثقافة والفكر والإجتماع والطب والإنسانية وفى عام 1948 لعب دورا بارزا مع الجمعية العمومية ومجلس الخبراء فى صياغة الإعلان العام لحقوق الإنسان وهو الإعلان الذى ألهم منذ صدوره كثيرا من الدول حديثة الإستقلال فى وضع دساتيرها ويضم المجلس 27 عضوا يتجدد ثلثهم كل سنه .
محكمة العدل الدولية 
وهى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتختص بالنظر فى المنازعات التى تنشأ بين الحكومات ولكنها لا تقبل الشكاوى أو العرائض من المواطنين ضد الحكومات حتى لا يشكل ذلك إعتداء على سيادة الدول ومثل هذه الطلبات لا تعرض إلا على المجالس الإقليمية التابعة للمجلس الإقتصادى والإجتماعى ومحكمة العدل الدولية مقرها لاهاى وتتكون هيأتها من 15 قاضيا يتجدد ثلثهم كل ثلاث سنوات وهم ينتخبون بالأغلبية المطلقة للجمعية العمومية ومجلس الأمن وأحكامها لا تستأنف . 
مجلس الوصاية 
كانت مهمته قبل إلغاء الإستعمار هى الرقابة على إدارة البلاد الموضوعة تحت وصاية بعض الدول وذلك بإيفاد لجان خاصة لتلك البلاد وفى عام 1973 إنتهى نظام الإستعمار فى كافة أنحاء العالم تقريبا فقد قضت عليه الحركات التحررية فى كل من آسيا وأفريقيا تساندها فى ذلك الأمم المتحدة بالضغوط التى تبذلها على الدول الأوروبية ومع ذلك لم يخلو الأمر من بعض الإخفاقات وذلك عندما رفضت البرتغال فى وقت ما منح أنجولا وموزمبيق إستقلالهما الداخلى وفى إتحاد جنوب أفريقيا وروديسيا تتولى أقليات بيضاء حكم البلاد حكما منفردا بإنتهاك ميثاق الأمم المتحدة وبالرغم من أن هيئة الأمم رفضت فى 27 أكتوبر 1966 إقرار الإنتداب الذى حصل عليه إتحاد جنوب أفريقيا من عصبة الأمم على أفريقيا الجنوبية الغربية "ناميبيا" إلا أن بريتوريا العاصمة لا تزال تحتفظ بسلطانها عليها .
وتتبع لهيئة الأمم لجنة لمناهضة الإستعمار تتكون أساسا من الدول الآسيوية والأفريقية وكان لتلك اللجنة دور فى التصويت على إصدار قرارات تدين الإستعمار البرتغالى غير أن البرتغال وجدت من أصوات الدول الغربية ما ساعدها على تعطيل تلك القرارات وإلى جانب مشاكل مناهضة الإستعمار تبرز مشاكل "الإستعمار الجديد" وهو الإسم الذى أصبح يطلق على محاولة إستغلال البلاد حديثة الإستقلال بوساطة الدول الكبرى وغيرها من الأمم بفرضها على تلك البلاد ضغوطا إقتصادية عن طريق السيطرة على سوق المواد الخام .
  • مقر المنظمات التابعة لهيئة الأمم المتحدة 
إختارت هيئة الأمم المتحدة مقرها فى أمريكا تلبيه لدعوة مؤتمر الولايات المتحدة والتى قدمت للهيئة 27 مليون دولار لتمويل مشروع تأسيسها فى حين قدمت لها الحكومة الأمريكية قرضا بدون فوائد قدره 65 مليون دولار وقد بدأت مكاتب الهيئة عملها فى حى مانهاتن فى أغسطس عام 1950 .
وفى نفس الوقت توزعت وكالاتها المتخصصة فى مختلف بلاد العالم فأستقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة فى باريس والمنظمة العالمية للأغذية والزراعة فى روما ومنظمة الصحة العالمية وكذلك منظمة العمل الدولية فى جنيف ومحكمة العدل الدولية فى لاهاى فى حين إستقرت وكالة الطاقة الذرية الدولية عند إنشائها فى فيينا والبنك الآسيوى للتنمية فى مانيلا .
وقد أدت سياسة ما بعد الحرب إلى تقسيم الدول الكبرى والدول الصغرى التى تسير فى فلكها إلى معسكرين متنافسين جعل صيانة السلم والأمن الدوليين تتعرض لكثير من العقبات وقد كان لشخصية الأمين العام الفضل فى نجاح العمليات التى قامت بها هيئة الأمم المتحدة فى سبيل توطيد السلام وبالرغم من هذه الجهود فإن مهمة تلك الصيانة لم تكن لتتم دون تدخل عسكرى وسرعان ما تطور إلى حرب حقيقية .
الحرب الكورية 
فى 25 يونيه 1950 قامت كوريا الشمالية بغزو كوريا الجنوبية وإذا كانت هيئة الأمم المتحدة قد تمكنت من إستخدام قوات "البوليس الدولى" فذلك لأن الإتحاد السوفييتى كان غائبا عن جلسة مجلس الأمن فتمت الموافقة على التدخل العسكرى بأغلبية تسعة أصوات ضد صوت واحد لم يكن من أصوات الأعضاء الدائمين وبالرغم من إحتجاجات الإتحاد السوفييتى بإعتباره حليفا لكوريا الشمالية قامت 17 دولة بإرسال قوات من عندها إلى الجبهة وإن كانت الولايات المتحدة هى التى قدمت أكبر قدر من المساعدة وعندما تم التوقيع على إتفاقية الهدنة فى 27 يوليو 1953 كان ذلك بمثابة العودة إلى الوضع السابق على الحرب وتقسيم البلاد إلى حكومتين إحداهما شيوعية والآخرى وطنية .
حركة الإنفصال فى الكونغو 
كانت الكونغو البلجيكية قد حصلت على إستقلالها فى 30 يونيه 1960 عندما أعلنت مقاطعة كاتانجا الغنية إنفصالها فى 11 يوليو بإيعاز من مويس تشومى وسرعان ما تحولت الحرب الأهلية إلى مذابح وطلبت الحكومة الكنغولية مساعدة الأمم المتحدة وبالفعل حصل همرشولد على قرار بهذه المساعدة ضد رأى الإتحاد السوفييتى وعلى مدى أربع سنوات ظلت الأمم المتحدة محتفظة فى الكونغو بقوات تابعة لها وصل تعدادها إلى ما يقرب من 20000 رجل وكانت تلك القوات تقاتل فى وقت واحد القوات الوطنية وقوات كاتانجا غير النظامية ولقد لقى داج همرشولد مصرعه فى حادث طائرة يقال أنه مدبر يوم 17 سبتمبر 1961 عند ندولا فى روديسيا الشمالية ( زامبيا حاليا ) بينما كان فى طريقه للتفاوض مع تشومى وبالرغم من ذلك واصلت هيئة الأمم المتحدة تدخلها إلى أن عادت كاتانجا ( شابا حاليا ) إلى حظيرة الإتحاد الكونغولى ( زائير حاليا ) .
الشرق الأوسط 
كان إنشاء الدولة الصهيونية فوق أراضى فلسطين أدى إلى حرمان ملايين الفلسطينيين من أرضهم حقهم المشروع وفى أعقاب الحرب الأولى بين العرب والصهاينة 1947 ـ 1949 تمكن الوسيط الدولى رالف بانش من إقناع الطرفين بوقف إطلاق النار وفى عام 1956 شاركت الأمم المتحدة فى عملية حفظ السلام فى الشرق الأوسط بعد العدوان الثلاثى البريطانى الفرنسى الصهيونى على مصر وعقب العدوان الصهيونى على الدول العربية فى 5 يونيو 1967 دعا الإتحاد السوفييتى إلى عقد دورة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة وفيها رفضت الجمعية بفضل تنحى الولايات المتحدة عند التصويت إدانة الكيان الصهيونى بالإعتداء ولكنها أدانتها لضمها الجزء الأردنى من القدس ولم تفلح القرارات التى إتخذت وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 242 بشأن إنسحاب القوات الصهيونية من الأراضى العربية المحتلة ولا المساعى التى بذلت فى إجلاء الصهاينة عن الأراضى التى أحتلوها .
وكان من نتائج الحرب الرابعة بين العرب والصهاينة فى أكتوبر 1973 بروز دور الأمم المتحدة إلى جانب الدولتين العظميتين فى تسوية المشكلة وقد عقد مؤتمر جنيف فى ديسمبر 1973 برئاسة كورت فالدهايم الأمين العام للأمم المتحدة وفى عام 1974 وافقت الأمم المتحدة على عدة قرارات هامة بشأن حقوق الشعب الفلسطينى السياسية ومنها تأكيد حقوقه فى أن يكون له وطنه وأن يقرر مصيره بنفسه كما قبلت منظمة التحرير الفلسطينية عضوا مراقبا لدى المنظمة الدولية .
النزاع الهندى الباكستانى 
فى عام 1965 تمكن الأمين العام بوثانت بالتعاون مع الهيئة العامة للأمم المتحدة وبمساندة الدولتين العظميتين من التوصل إلى وقف إطلاق النار بين دولتى الهند وباكستان اللتين كانتا تتنازعان على إمتلاك ولاية كشمير غير أن القتال أستؤنف فى عام 1971 وفى هذه المرة كانت كل من الولايات المتحدة والصين تعاون باكستان فى حين كان الإتحاد السوفييتى يساند الهند التى تدفقت عليها سيول من المهاجرين من باكستان الشرقية حيث إندلعت الثورة فقامت الهند بغزو الإقليم وأحتلته وشجعت على تحويله إلى دولة مستقلة فكانت دولة بنجالاديش وكانت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قد قدمت لمجلس الأمن مشروعا لإنهاء القتال ولكن الفيتو الروسى عرقل الموافقة عليه فلم يسع الأمم المتحدة سوى أن تقوم بالدور الإنسانى فأرسلت إلى الشعب الجائع 250.000 طن من الأرز .
فيتنام 
لم يكن شطرا فيتنام مثلها فى ذلك كمثل شطرى كوريا عضوين فى الأمم المتحدة وفى الحرب التى إجتاحت الهند الصينية نجد أن الولايات المتحدة التى كانت أكثر العناصر نشاطا فى تدخل هيئة الأمم المتحدة فى الأزمات الآخرى فقد أصبحت شريكة فى الحرب بتحالفها مع حكومة سايجون مما قضى على إمكانيات هيئة الأمم المتحدة فى التأثير على سير القتال فى فيتنام وقد أبدى الأمين العام غاية الحكمة تجاه أطراف النزاع وحلفائهم والذين كانوا يعارضون فكرة مناقشة المشكلة أمام الجمعية العمومية .
بالإضافة إلى مهام آخرى فقد أوفدت هيئة الأمم المتحدة إرساليات لصيانة السلام إلى كل من قبرص ولبنان وإندونيسيا ولاتزال الأمم المتحدة تقاوم الإنكسار