الحكومة


لقد تطور مفهوم الديموقراطية بين غيره من المفاهيم منذ العصر الذى صرح فيه أرسطو بأنه لولا نظام الرق لما أمكن للديموقراطية أن تزدهر . . . 

الحكومة هى مجموع العناصر فى النظم التى تذاول سلطات على مجتمع وتحدد سياسته المركزية وتوجد عدة أشكال للحكومات تختلف تبعا لتوزيع وإختصاصات السلطات الثلاث الرئيسيه وهى التشريعيه والتنفيذيه والقضائيه .
ويقدم لنا التاريخ الإنسانى القديم أمثله كثيره على أشكال بدائيه للتنظيم السياسى اما اليوم فإن علماء السلالات البشريه يبينون لنا أن فكرة الرئاسه والقوانين السلوكيه ليست غريبه على أقل الشعوب إتصالا بالحضارات المعاصرة فما من مجتمع مهما كانت درجة تأخره يستطيع أن يحيا بدون حكومة .
  • الغرض من الحكومه 
كان أفلاطون أول من درس هذا الموضوع دراسه جاده على مدى التاريخ وكان يرى أن أول واجب على الحكومة هو مزاولة العداله وتحقيقها وهى العداله الذى وصفها أرسطو بأنها إحدى الدعائم التى يقوم عليها أى تنظيم سياسى يعمل للصالح العام وكانت وظيفة الحكومة لدى الرومان هى تأكيد السلطه التشريعية وأستمرار الفضائل التى جعلت من روما قوة عالمية وكان الرومانيون فى العصور الوسطى يرون أن الحكومة هى تمثيل للإراده الإلهيه وإبتداء من القرن 17 ظهرت عبارة "العقد" فى كتابات بعض الكتاب مثل لوك فى انجلترا وجان جاك روسو فى فرنسا وهو ما يقصد به الإتفاق الذى يتم بين المحكومين وحكامهم الذين يختارون لضمان الحقوق الطبيعية للإنسان أما أصحاب مذهب النفعيه فى القرن 19 فإن الهدف الأسمى للحكومة فى رأيهم هو تحقيق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الأفراد وأخيرا فى العصر الحالى فإننا نعتقد إختياريا أن واجب الحكومة الأساسى هو السهر على تنفيذ مهام أساسيه مثل الدفاع والحمايه وتنشيط الإقتصاد ووسائل النقل والضمان الإجتماعى ...ألخ وهذه هى التى تحرر الإنسان من أهم مشاكله  .
  • أنواع الحكومات 

كان التمييز بين الحكومات فيما مضى يشمل أنواع عده مثل الملكيه أو الأرستقراطية أو الديموقراطية تبعا لما إذا كانت السلطه يتولاها فرد واحد أو عدد قليل من الأفراد أو مجموعة كبيره من المنتخبين غير أن مفكرى العصر الحديث يميلون إلى تقييد هذا التفريق ويقصرون الحكومات على نوعين الديموقراطية والديكتاتورية وتتميز الحكومة الديموقراطية بالسلطه الدستورية والسياده الشعبيه أما الحكومة الديكتاتورية فهى نوع من السلطة المطلقه وتخضع فيها الحريه السياسيه الفرديه لمصلحه الديكتاتور والحكومة الديموقراطية قد تكون برلمانية أو رئاسية تبعا لما إذا كان الذى يحكم هى السلطه التشريعية أو السلطه التنفيذية وتدخل الولايات المتحده الأمريكية تحت نظام الحكم الرئاسى أما بريطانيا فالديموقراطية برلمانية والحكومة الروسية من أمثلة الحكومات الديكتاتورية .
ويقول المفكر الإيطالى جيتانو موسكا فى كتابه الكلاسيكى "الطبقه الحاكمه" أن هذه الطريقة فى التقسيم عديمة القيمه وهو لا يتعدى وصف الشكل الظاهرى للحكومات وهذه تتولاها أساسا طبقه متميزه تمكنت بفضل مواهبها أو ورثتها من شغل مكانه مرموقه وحاولت بالتالى الأستئسار بالسلطه .
  • الملكيه

الملكيه نظام يتولى فيه السلطه فرد واحد هو الملك وقد يكون هذا النظام هو أقدم نظم الحكم فقد كانت القبائل فيما مضى يحكمها ملوك وكما هي الحال حتى الآن فى بعض المجتمعات البدائيه وكان لأثينا ملك قبل أن تتحول إلى ديموقراطيه وكان لروما أيضا ملك قبل أن تتخذ النظام الجمهورى وفى أوروبا تنبع الملكيه الحاليه من الممالك القبليه والإقطاعيه القديمه التى ورثت أطلال الإمبراطوريه الرومانيه .
فى العصور الوسطى 
تعرض النظام الملكى لعدة تعديلات قبل أن يبلغ شكله الحالى فى العصور الوسطى كانت الملكيه ضعيفه نسبيا وكان عليها أن تناضل ضد الأمراء الذين كانوا حريصين على إقطاعياتهم الخاضعه لنفوذهم كما كان عليها أن تقاوم الكنيسه التى كانت تسعى لإخضاع السلطه الزمنيه لسلطانها وكانت القوانين العرفيه التى يخضع لها الملك هو ورعاياه تحد هى الأخرى من سلطان الملك فكان إذا أراد فرض ضرائب جديدة أو تشكيل جيش مضطرا لدعوة مجلس المملكه الذى يتكون من الأعيان ورجال الكنيسة وفيما بعد أضيف إلى هذا المجلس ممثلوا المدن ولم يحدث أن تقبل أى ملك هذا المجلس الذى كان نقطة البدايه على طريق التقاليد البرلمانية .
العصر الكلاسيكى 
تدين الحكومات الجديدة التى تكونت خلال القرن 16 و17 بقوتها إلى ما إتسمت به من تمركز شديد يخضع لسلطه عليا مطلقه غير أن تأصل هذه الملكيات لم يتحقق إلا أن أمراء الإقطاع وكانوا يتمتعون بنفوذ كبير فى العصور الوسطى دانوا لها وفى فرنسا إهتم ريشليو بصفه خاصة بإحتواء الأفكار الناقضه التى كانت تسئ إلى الحكومة الملكيه غير أن الثورة التى نشبت فى إنجلترا فى عام 1688 أدت إلى حدوث سلسله من التغيرات حددت سلطات ملكها وبعد ذلك بقرن تسبب الشعب الفرنسى فى إسقاط الملك لويس السادس عشر بإلغاء الملكيه وسرعان ما حزت دول عديده أخرى فى أوروبا حذو فرنسا .
الملكيه البريطانية 
تعتبر المكليه البريطانيه أكثر الملكيات إستقرارا وقد بقيت مثلا لما يعرف الآن بإسم الملكيه البرلمانية وسلطات الملك فيها محدوده وهى نتيجة لتطورتايخى يمكن مشاهدة أمثله مشابه له فى بلاد آخرى من العالم ولذلك فإن معظم الملوك الحاكمين فى الوقت الحاضر لا يتمتعون إلا بسلطات محدوده وفى إنجلترا وبصفه خاصه لا تتمتع الملكه وهى التى بقت رمزا على الوحده والإستمرار إلا بسلطه واحده وهى سلطة تعيين رئيس الوزراء وحتى هذا التعيين لا يتم إلا بعد إستشارة الحكومة المستقيله وطبقا للعرف السائد فى تلك الدولة وهو عرف له قوة القانون فإن رئيس الحكومة البريطانية وهو عاده رئيس حزب الأغلبيه فى البرلمان ومهما يكن من أمر فإن الملكه لا تسأل عن تصرفات الحكومة ولذلك فهى فوق الأحزاب .
  • الجمهوريات والديموقراطيات 

تعريف 
بالرغم من أن الكلمتين من أصلين مختلفين ولهم مدلولات مختلفه إلا أن كلا منهما أصبحت اليوم تميل للإشتمال على أشكال متشابه من الحكومات ولا سيما بالنسبه للتطورات الجديدة التى مرت بها الأشكال الديموقراطية التى تبعد عن النموذج الأصلى .
فكلمة جمهورية بالإفرنجية مشتقة من اللاتينية بمعنى الشيئ العام وهذا الإشتقاق يحدد الدولة التى يقوم فيها الشعب بمزاولة السيادة عن طريق مندوبين ينتخبهم هو ولمده محدوده ومن الناحيه التقليديه فإن حكومة الجمهورية لها حدودها الدستورية فى مزاولة سلطاتها وبموافقه شعبيه وبإلتزامها بالصالح العام .
أما كلمة ديموقراطية فمشتقة من اليونانية demos بمعنى الشعب و cratos بمعنى السلطة وكان هذا المفهوم يدل فى بداية الأمر على شكل من أشكال الحكومات يزاوله الشعب من أجل نفسه وقد تعدل هذا المفهوم على مر الزمن وأصبح يوجد اليوم من أشكال الديموقراطيات الديموقراطيه النيابية وفيها ينتخب الشعب ممثليه وهم مسئولون أمامه والديموقراطيه الإشتراكية وفيها تتساوى أهمية المساواه الإجتماعية والإقتصادية بالمساواه السياسية وأخيرا هناك النوع الديكتاتورى وفيه تتولى السلطة نخبة متميزة لا تهتم أساسا بالصالح الإجتماعى .
نبذه تاريخية 
عرفت الديموقراطية انقى أشكالها فى اليونان القديمة فكل مواطن ذكر كان له حق الإشتراك فى حكومة المدينة أذ كان عضوا فى المجلس المختص بالسلطات التشريعية والتنفيذية والسلطة القضائية وكان وجود طبقة العبيد سببا فى تيسير قيام هذا النشاط وقد لاحظ ارسطو أن اليونانيين ما كانوا يستطيعون التفرغ للمسائل العامة لو لم يكن نظام العبيد قائما وفى القرن الخامس ق . م صارت الديموقراطية هى الشكل الغالب على نظام الحكم فى اليونان وصارت أثينا كما صرح بذلك بركليس فى قصيدته الجنائزيه الشهيره "المدرسة اليونانية" .
ومن أولى الجمهوريات يمكن أن نذكر الجمهورية الرومانية والتى قامت فى شبه الجزيرة عام 510 ق . م بعد طرد الملوك الأتروريون ودامت خمس قرون بشكل أو بأخر إلا أن أعلن أغسطس قيام الإمبراطورية عام 27 ق . م وكانت تلك الجمهورية فى نظر الرومان مثل شيشرون بحكومتها المنتخبة وبخضوعها للقوانين هى أفضل النظم الممكن إتباعها كما إنها نجحت فى إلهام بعض البلدان الأخرى بمحاكاتها ومن ذلك ظهور "المدن الحكومات" فى عصر النهضة وبصفة خاصة فى إيطاليا البندقية وميلانو وفلورنسا وهى المدن التى نجحت فى إقامة أولى الجمهوريات الحديثة وسرعان ما أصبحت مراكز للتجارة والثقافات المتقدمة وجاء كرومويل بعد ذلك فى عام 1650 فأسس أول جمهورية إنجليزية ولعل أهم التواريخ فى هذا المجال هو عام 1789 عام الثورة الفرنسية .
العالم الحديث 
تتبع معظم الدول الحديثة ذات التراث الغربى نظام حكم قائم على فكرة الديموقراطية بالرغم من أن هذه الديموقراطية كانت وفى معظم الأحوال تزاول بطريقة غير مباشرة عن طريق برلمان أو مجلس نواب ... إلخ كما سبق أن ذكرنا كما أن المواطنين يجدون الحماية اللازمة فى عدد من الحقوق الأساسية مثل حرية التعبير والثقافة وحرية الصحافة والعدالة وحق التصويت فى الإنتخابات العامة ... إلخ .
وتعتبر بريطانيا وفرنسا والبلاد الإسكندفافية من الأمثلة الطيبة لنظام الحكم الديموقراطى ونستطيع الإستطراد بذكر الولايات المتحدة وألمانيا الغربية وسويسرا وغيرها الكثير وإن كنا سنتحدث عن هذه الأخيرة من حيث الجمهوريات الإتحادية فهى تنقسم فيها السلطة بين الحكومة المركزية وحكومات الولايات أو المقاطعات أو الأقاليم التى تشارك كذلك فى إتخاذ القرارات على المستوى القومى ومن جهه أخرى فى حالة نشأة خلاف بين السلطتين تتولى هيئه قضائيه مستقله النظر فى تسوية هذا الخلاف .
  • الحكم المطلق (الديكتاتورية ) 

وهو تركيز السلطات فى يد فرد واحد أو مجموعة من الأفراد .
فى عهد الرومان 
أقام الرومان نظام الحكم المطلق لمواجهة التهديدات الخطيرة التى عجزت الجمهورية فى بعض الحالات عن مواجهتها وكان القناصل هما الذين يعينون الديكتاتور لمدة ستة شهور وخلال تلك المده كان يتمتع بكل السلطات وذلك ليتمكن من إتباع سياسة قومية قديرة غير أن هذا الحاكم لم تكن له السيطرة على الخزانة العامة كما لم يكن بأستطاعته مغادرة إيطاليا مهما كانت الظروف ولكن جاء سيلا ثم قيصر فى القرن الأول قبل الميلاد فتحديا كل هذه القيود ولم يلغى نظام الحكم المطلق إلا فى عام 44 ق . م .
فى العصر الحديث 
بدأ ظهور الحكم المطلق فى العصر الحديث فى أوروبا وفى العالم بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى فقد أدت الفوضى السياسية والتزعزع الإقتصادى على إثر إنهيار القيم القديمة إلى فقدان الثقة تماما بالمؤسسات القائمة وإلى الرغبة فى إسناد الحكم إلى أيد قوية وهنا بدأت الديكتاتورية تستحوز على السلطة بانقلاب موسولينى فى إيطاليا عام 1922 وهتلر فى ألمانيا عام 1933 وكان هذا الأخير متمشيا مع أحكام الدستور الألمانى وفرض نظام حكم مطلق أشد قسوة من النظام الذى كان متبعا فى روما وقد قام هؤلاء الحكام بإختلاق المثل التقليدية المميزة للحكومات الحديثة مثل القضاء بلا رحمة على كل معارضة ووأد كل الحريات التقليدية المميزة للحكومات التحررية والديموقراطية وفرض العقائد المذهبية على الجماهير عن طريق دعاية واسعة النطاق .
والحكومة فى نظام الحكم المطلق تمثل المصلحة العليا فى حين يعتبر الديكتاتور تجسيدا للدولة وبالتالى يستوجب طاعة عمياء كاملة وكان جورنج يصرح وهو يتحدث عن سلطة القانون فى ألمانيا النازية فيقول "أن القانون وإرادة الفهرر وحدة لا تتجزأ" وقد وجد أن البرلمان أصبح عائقا فى طريق هذا النظام فسرعان ما ألغى كما قيدت المحاكم بعد إستقلالها عن الحكومة وأخضعت العلوم والفنون والجامعات لإرادة الديكتاتور وكان يخيم على البلاد جو من الرعب يكفل خضوع المواطنين وفى الوقت الحاضر توجد ديكتاتوريات فى بلاد عديدة من العالم ولكنها تتخذ أشكالا أكثر قسوة 
  • الحكومات الإشتراكية 

المفكرون الأوائل 
ظهرت الإشتراكية فى أوروبا كمذهب فى بداية القرن 19 وكانت تهدف إلى علاج حالة البؤس والظلم الإجتماعى التى ولدتها الثورة الصناعية التى قلبت الأوضاع فى إنجلترا و أوروبا الغربية . 
وتنادى الإشتراكية بتوزيع الممتلكات العقارية وبالملكية الجماعية لوسائل الإنتاج وإنا لنجد أولى أثار هذا المبدأ مع غيرها فى جمهورية أفلاطون كما نجدها لدى المسيحيين الأوائل الذين كانوا يعيشون تحت ظل مبادئ مشابهة للمبادئ الإشتراكية وفى عصر النهضة كان توماس مور من أوئل المنددين بعدم المساواه القائمة على الثراء . 
وفى إنجلترا كان روبرت أوين ( 1771 ـ 1858 ) والذى كان يعتبر عادة أنه خالق الإشتراكية البريطانية هو أول من إستخدم لفظ الإشتراكية كان أوين مؤمنا بأن الطبيعة الإجتماعية للإنسان تتشكل بالبيئة المحيطة به وهو ينادى بإنشاء التجمعات المنفصلة التى لا أثر للمنافسة فيما بينها وحيث يستطيع العمال أن يعيشوا دون إستغلال لهم وأن يتمتعوا فى جو من التعاون بنتائج عملهم وكان يأمل فى أن تتمكن هذه الروح الجماعية من أن تتغلغل بين صفوف الشعب والحكومة معا وتقضى على العداوه بين الطبقات . 
وفى فرنسا كان سان سيمون ( 1760 ـ 1825 ) يظن أنه لا يمكن السيطرة على القوى الجامحة إلا ببرنامج محكم وجاء بعده شارل فورييه ( 1772 ـ 1837 ) ولويس بلان ( 1811 ـ 1882 ) وبلانكى ( 1805 ـ 1881 ) و برودون ( 1809 ـ 1865 ) وهما الذين أظلهم عصر التنوير كانوا يعتقدون أن التقدم الإجتماعى يمكن أن يتحقق و أن يتغلب على كافة المتاعب بفضل العقل البشرى والطيبة الكامنة فى الإنسان وهم جميعا ينادون بالإصلاح السلمى للمجتمع بالمجهود الإختيارى .
ولا يجب أن نعجب عندما نرى كارل ماركس ( 1818 ـ 1883 ) وقد أقتنع بالحتميه التاريخية لصراع الطبقات ويسخر من هؤلاء الإشتراكيين الخياليين وفى إعلان الحزب الشيوعى عام 1848 الذى يعد من أهم الوثائق فى التاريخ يدعو ماركس إلى ثورة العمال " الروليتاريا " وهى الثورة التى تمكنت من إكتساح الحكم البورجوازى وإقامة مكانه " ديكتاتورية العمال " .
وكان عام 1848 إيذانا بهذيمة الثورة فى أوروبا وأخذ الفكر الماركسى يفقد مكانته مؤقتا بين صفوف الإشتراكيين وفى ألمانيا ظهرت تأثيرات جديدة مثل التعاليم الثورية لفرديناند لاسال ( 1825 ـ 1864 ) .
الإشتراكية الديموقراطية 
كانت دعوة لاسال إلى التقرب التدريجى للإصلاح الإجتماعى عن طريق الجهاز الحاكم لا عن طريق الثورة ذات أثر على الفكر الإشتراكى فى أوروبا الغربية أكثر مما كان ديكتاتورية البروليتاريا التى دعا إليها ماركس وحوالى عام 1890 كان الإشتراكين ممثلوهم فى برلمانات فرنسا وإنجلترا وألمانيا والبلاد الإسكندنافية وكان هدفهم السيطرة على الحكومة بالطرق الشرعية.
كان هذا الإختلاف فى الفكر سببا فى العداء الشديد الذى قام بين الإشتراكيين والشيوعيين واليوم لا يصل تفكير أى حزب إشتراكى فى أوروبا الغربية إلى حد المطالبة بتأميم وسائل الإنتاج والواقع أن الإشتراكيين الديموقراطيين لم يتمكنوا من الحصول على نفوذ سياسى إلا بعد رفض الإشتراكيين الديموقراطيين فى ألمانيا للشيوعية الحكومية ويفضل الإشتراكييون إقتصادا مختلطا يجمع بين النشاط الخاص وتأميم بعض الصناعات مثل الفحم والصلب والسكة الحديدية والخدمات العامة والبنوك . 
وفى البلاد الإسكندنافية حيث تأصلت الإشتراكية منذ زمن بعيد نما أقتصاد ذو طبيعة مشتركة يضمن قيام الديموقراطية السياسية ويدافع عن الحقوق الإجتماعية للمواطنين مثل مجانية العلاج والتأمين ضد البطالة وديموقراطية التعليم والضمان الإجتماعى ... إلخ .
وفى الولايات المتحدة واجه الحزب الإشتراكى صعوبة فى تثبيت أقدامة وهو الحزب الذى نما بصفه خاصة فى عام 1920 بفضل بوجين ديبز ( 1855 ـ 1926 ) والذى حصل على 35 % من الأصوات فى إنتخابات الرئاسة ومع ذلك فإن الكثير من المشروعات التى كان يدافع عنها أقرها مجلس الشيوخ ومنها التأمين ضد البطالة وإعانات البطالة ومعاشات وتأمينات الشيخوخة .